أفنيت عمرا ً مثقلا بشقائي
قدر تعلق مبحرا بفضائي!
*
أمضي و تطويني الدروب كأنني
طيف تبدد في عباب الماء
*
وأرى الأعاديَ في مسالك حيرتي
متربصين بفرحتي و بلائي
*
في كل زاوية تفجر حقدهم
وكأنهم قد سرهم إعيائي!
*
و الحزن يصرخ في مجامع أضلعي
صخب يردده صدى الأنواء
*
فتخطفتني بالمرارة حســرة
حمم تمزق بالأسى أحشائي
*
لملمت فيها ما لقيت من الأذى
وجعلت أجمع غربتي ورجائي
*
فصنعت من جور الزمان قلادتي
ونسجت من ألم المسيح ردائي
*
أتوسد الأحزان في غسق النوى
و الليل يشهد علتي و دعائي
*
كم من طبيب جس نبض جوارحي
لم يعرف الجرح الذي هو دائي
*
أثنت عليه من الخليقة أمة
لكنمّا أعيا الطبيب دوائي
*
و بقيت أبحث عن سلام علني
أجد اليسير يصير بعض عزائي
*
فيئست من ذاك القليل يكون لي
قبســـا يبدد شقوتي و عنائي
*
ودنوت من أفق اليقين بلوعة
و سألته هلا حملت و رجائي
*
لمدبر الأقدار من في علمه
السر في موتي و في إحيائي
*
أبصرت من نور اليقين حقيقتي
ووجدت في ربي عظيم فنائي
*
أسلمت أمري للذي هو واحد
وقد ارتضيت بقسمتي و قضائي |