اشترك في: 19 يونيو 2006
رقم العضـو : 47
مشاركات: 19
المكان: أستراليا
ارسل:
الاربعاء نوفمبر 01, 2006 9:28 am
في الرابع من حزيران 1982
وفيه مهدوا لاجتاح بيروت بقصف مدينتها الرياضية.
كانت في الثانية من عمرها. نهروها. قالوا لها اطلعي برّا. خرجت الى الشرفة تشكو لملاقط الغسيل ظلمهم. هي ملاقط ملونة أحمر أصفر أزرق أخضر. صنعت منهم صبياناً وبنات وراحت تحادثهم وتحبهم ونسيت تظلمها. فجأة دوى صوت راعب ارتجف له قلبها وملأ غبار حارق عينيها. زعقت مرتعبة وصارت دقات قلبها تسمع عن بعد. ركضت اليه واختبأت بحضنه. هدهدها فاطمأنت وسكن ارتجافها . ظلت عشرين عاماً تهرع الى حضنه كلما داهمها صوت راعب وظل في كل مرة يهدئ ارتجاف قلبها وقلق عينيها . ابتأس يوم كفت عن عادتها الجميلة تلك وتساءل ترى هل صار لها حضن أدفأ أم ان حنو حضنه زاد عن حده وأمسى قيداً.
ذاكرة عشوائية
داهمتني هذه الصورة فيما أنا اهدهد حفيدي لينام. غريب أمر هذه الذاكرة كيف تلملم بضاعتها من بلاد الواق الواق دونما حساب لمنطق او ترتيب فتعطف الحرير على الخيش والفحش على القداسة !. كيف وأنا أغني للحمام مرت صورة محمد الدرة
سعيد أبو النحس المتشائل
تعرفت عليه فوق إحدى مسارح سدني. قلت فيما نحن خارجين من المسرح: حرام سعيد. صاح بي صيحة
لفتت سمع جموع الخارجين من المسرح.
سكر بوزك!.... العميل ما بيقولوا عنو حرام.
سكرت بوزي. لا احتراماً ولا اقتناعاً بل تفادياً لغضبة هوجاء قد تؤدي إلى طردي طرد الفريسين من الهيكل. عندها فقط تمنيت لو أنني أجيد العربية لأرى أين وقع الالتباس في تصنيف سعيد أبي النحس المتشائل. بعقلي ؟ بعقل والدي؟ ام بعقل من فرنجه وأنطقه بالانكليزية؟
هكذا تبدأ الامور
عندما كان صغيراً كان يتألم لأن أمه تحب أخاه أكثر منه. مالأها كي تحبه أكثر. في المدرسة قرّبته المعلمة وطلبت منه أن يكون عيناً سرية على رفاقه الصغار. لم يقل له أحد ان هذا خطأ وظل يمارسه فقط لممالأة المعلمة والتقرب منها. عندما كبر صار اسمه سعيد ابي النحس المتشائل
إدمان
ـ قال: مثل الادمان انت لي. فاتسعت حدقتي عينيها وسألته: كيف يكون الادمان؟ وكان كلما قال أكثر كلما زاد جهلها. منذ يومها وهي تحملق كل ليلة بنجوم السماء وتتخيل كيف يكون الادمان. ذات سحر غمزتها نجمة ورحلت عند الفجر. صارت كل ليلة تنتظر غمزة نجمتها. ولكنها لا تزال تسأل كيف يكون الادمان.
حلم
كلمسة شفاء بعد عاصفة آلام مبرحة مسني حبه. لقي الباب موارباً فتسلل دافئاً كشمس خريفية. استفاقت
محتجة زاعقة وطاويط ذاكرتي . ظل على هدوئه ما أرجفه زعيق. كعذراء ما عبث في حلمها الذهبي فارس مخاتل استسلمت لدفئه. على مهلل بعثر ما رتبته جدتي ومن قبلها جدتها ومن بعدهما أمي ومعلمي وكتاب صلاتي. على مهلٍ أمسك بتلافيف روحي وقادني من عتمة آلاف السنين. رويدا رويداً دون أن يصعقني بضوئه الباهر أخرجني من سجني إلى الحرية.
جأرت فرامل سيارة مهتاجة تحت النافذة. سلبت لمسة شفائي وأعادتني الى عتمتي راضية مرضية كالنفس المطمئنة
اشترك في: 25 يونيو 2006
رقم العضـو : 58
مشاركات: 355
المكان: مصر العربيه
ارسل:
الاربعاء نوفمبر 01, 2006 6:24 pm
nejmeh habib كتب:
ظلت عشرين عاماً تهرع الى حضنه كلما داهمها صوت راعب وظل في كل مرة يهدئ ارتجاف قلبها وقلق عينيها . ابتأس يوم كفت عن عادتها الجميلة تلك وتساءل ترى هل صار لها حضن أدفأ أم ان حنو حضنه زاد عن حده وأمسى قيداً.
المبدعة نجمة حبيب
في قراءة الأقاصيص المتجاورة كالمرايا نحاول عقد أواصر الصلات والتناظرات المضمونية والفنية فيما بينها، وأنجح الأقاصيص ربما هي ما يشكل لوحة من الممكن قراءة علاقات للنسبة والتناسب فيما بين مكوناتها كقراءة العلاقات بين الظل والإضاءة في اللوحات التشكيلية أو نسب وتدرجات الألوان
هنا تخايلنا القصص القصيرة جدا بدائرة واسعة من العلاقات الداخلية فيما بينها
وهنا مكمن البراعة في صياغتك القصصية والمتعة في قراءتها..أضيف إلى ذلك عنصر إشراك القارئ في صناعة اللوحة الذي كان واضحا في مواضع كثيرة أهمها أقصوصة الرابع من حزيران:
لماذا كفت عن عادتها في أن تهرع إلى أحضانه كلما داهمها الرعب؟
هل لأنها اعتادت حنوه وأصبح حضنه قيدا أم لأن عنوان القصة يتضمن 1982؟
كم قصفا وطلعة جوية واختراقا للأجواء شهدت يا لبنان منذ هذا التاريخ النحس؟
شكرا للقاصة ريشتها المبدعة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى